اغتراب شاعر

تقطرُ من ذاكرتي


في السرّ أحياناً


تداعياتُ لفظٍ


وقعت عيني عليه


في كتابٍ أو صحيفةٍ .


كما تقطرُ من ذاكرتي


تحولاتُ صورةٍ


رسمتْها علي جدارياتِ


عالمي الخفي الذي


أزوره لماماً .


تحولاتُ صورةٍ قنصتُها


من حُلْمٍ راودني


في النومِ واليقظةُ


مرّاتٍ عديدةً


علي مدى الحياةْ .




لكن برغم هذا التسريبِ


ما زلتُ أغذّيها


بكل اعترافاتي التي


أخافُ يوماً


أن تعرّيني وتستبيحني


فـ هل يملكُ الشاعرُ


أن يُغلقَ بالمفتاحِ


درجَ الذاكرةْ ؟


إلي متي


أُودعُ في خزانتي


طحالبَ جلبتُها من الإبحارِ


في بئرٍ


حفرتُها بنفسي خلسةً


ثمَ ردْمتُها ؟


إلي متي


أخافُ الاقترابَ خُطوةً


من طائرٍ حبستهُ


في قفصي الذي


رضيتُ العيشَ فيه صاغراً


منذ ولادتي وحتى الآن


وها أنا اللحظةً أسألُ الأنا


إلي متي


يغتربُ الشاعرُ في سجنٍ


جحيميّ بلا قضبانٍ ؟



لماذا لا يُغادرُ المكانْ ؟