نرجــس عضو متالق
الجنس : عدد المساهمات : 85 نقاط : 219 التقيـــيـم : 1 تاريخ التسجيل : 22/06/2010 العمر : 29 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : ممتاز
| موضوع: الصبر الجمعة يونيو 25, 2010 1:53 pm | |
| يا أيها الإخوة الكرام ، الصبر مع الحرمان أهون و أسهل و أيسر ، و لكن أن تصبر و المال بين يديك ، تستطيع أن تفعل به ما تشاء ، و لكن أن تصبر و أنت القوي ، تستطيع أن تنزل العقاب بمن تشاء ، أما أن توظِّف هذه القوة لتكون في خدمة الحق ، فهذا من أجلِّ أنواع الصبر . الدليل على ذلك ؛ قول الله عزوجل :
[سورة الأنبياء] الإنسان يُبتلــى بالخير ، كما يُبتلى بالشر ، يبتلى بالسراء كما يبتلى بالضراء ، يبتلى بالغنى كما يبتلى بالفقر ، يبتلى بالقوة كما يبتلى بالضعف يبتلى بالذكاء ، و يبتلى بشيء آخر ، وهو نقيض الذكاء ، هل وظَّف هذا الذكاء لنشر الحق ، أم وظَّفه لنشر الباطل ؟ هل وظف هذه القوة لتكون في خدمة الحق أم لتكون في خدمة الباطل ، و ربنا سبحانه و تعالى في آية أخرى من كتاب الله يقول :
[سورة الفجر] ابتلاه ، حينما أعطاه فقد ابتلاه ، حينما كرَّمه فقد ابتلاه ، حينما نعَّمه فقد ابتلاه ، يقول هو : رب أكرمن ، هذه مقولته هو ، قال تعالى :
[سورة الفجر] أداة ردع و زجر ، ليس عطائي يا عبادي إكراما إنما هو ابتلاء ، و ليس حرماني هوانا ، إنما هو دواء ، المال يصبح نعمة إذا نجحت في كسبه و إنفاقه ، يصبح نعمة ، قبل أن تأخذ به قواعد الشرع ليس نعمة ، إنما هو ابتلاء ، من هنا قال الإمام علي كرم الله وجهه : الغنى و الفقر بعد العرض على الله ، قال تعالى :
[سورة الفجر] أكرمه بالمال ، يقول عليه الصلاة و السلام : يُحشر الأغنياء أربع فرق يوم القيامة ؛ فريق جمع المال من حرام و أنفقه في حرام، فيقال : خذوه إلى النار - حسابه سريع - و فريق جمع المال من حلال و أنفقه في الحرام ، يقال : خذوه إلى النار ، و فريق جمع المال من حرام و أنفقه في حلال ، فيقال : خذوه إلى النار ... ، أما هذا الذي جمع المال من حلال ، وأنفقه في حلال ، هذا يقال له : قفوه فاسألوه ، هل تاه بماله على خلق الله ، هل أنساه مالُه فرائض الدين ، هل قال : من حوله يا ربي لقد أغنيته بين أظهرنا فقصَر في حقنا . يا أيها الإخوة الكرام، يقول الله سبحانه و تعالى في سورة آل عمران ، قال تعالى :
[سورة آل عمران] هذه الشهوات أودعها ربُّ الأرض و السماوات ، لنرقى بها إليه ، هل نستخدمها سلَّما لنرقى بها إليه ، أم نستخدمها دركات نهوي بها إلى النار ، هنا المشكلة ، كل شيء أودعه الله فيك إما أن ترقى به وإما أن تهوي به ، إما أن تستخدمه وفق ما أراده الله سبحانه و تعالى ، وإما أن تستخدمه على خلاف ما أراده الله سبحانه و تعالى ، أيُّ شيء خلقه الله في الدنيا إنما هو مادة للابتلاء ، ترقى به أو تهوي به ، تصعد به إلى أعلى عليِّين ، أو تهوي به إلى أسفل سافلين ، لذلك حينما تكون محروما فالصبر أهون ، لأن القدرة معدومة ، فأنت إلى الصبر أقرب ، و لكن حينما تكون مكرَّما ، وحينما تكون ميسورا ، وحينما تكون قويا ، وحينما تكون صحيحا ، و حينما تكون وجيها، وحينما تكون في المكان الذي كرَّمك الله به ، هل تنسى ذكر الله ، هل تنسى كيف كنت قبل هذا ، هل تنسى فضل الله عليك ، هل تنسى إنعامه عليك ، لذلك يقول بعض العلماء : البلاء يصبر عليه المؤمن ، و العافية لا يصبر عليها إلا المؤمن الصادق، أن تنضبط وأنت صحيح شحيح ، أن تنفق المال و أنت صحيح شحيح ، تأمل الغنى و تخشى الفقر ، أن تنضبط و بإمكانك أن توقع بخصمك أشد أنواع العقوبات ، تنضبط ، أحد الرجال سأل سيدنا عمر بن الخطاب و كان أمير المؤمنين ، قال : يا أمير المؤمنين أتحبُّني ؟ قال : لا والله لا أحبك ، قال : أو يمنعك بغضُك لي أن تعطيني حقي ؟ قال : لا والله ، فقال عندئذ : إنما يأسف على الحب النساء . يقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: : الصبر على السراء أشدُّ ، لأنه مقرون بالقدرة ، ومن العصمة ألاّ تقدر" ، و لكن الصبر على السراء أشد على النفس ، لأنه مقرون بالقدرة ، فالجائع عند غيبة الطعام أقدر على الصبر منه إذا حضرته الأطعمة اللذيذة الطيِّبة ، فلهذا عظُمت عند الله محنةُ السراء ، الله سبحانه و تعالى يقول في صريح القرآن :
[سورة التغابن] أنت بالمال تُفتتن ، قد تكون فيوضع مقبول قبل المال ، و لكن بعد المال تتفتَّح أمامك أبواب الملذَّات ، أبواب المباهج ، أبواب التنعُّم ، ماذا تعمل ؟ الله سبحانه و تعالى أعطاك المال لينظر كيف تعمل ، كيف تقف ، من تعطي ، من تمنع ، من تصل من تقطع ، ماذا يكون موقفك ، هل أنت مع الناس ، أم أنت فوقهم . فيا أيها الإخوة الأكارم ، يقول الله سبحانه وتعالى :
[سورة التغابن] و في آية ثانية ، يقول الله سبحانه وتعالى :
[سورة المنافقون] أحد أصحاب رسول الله الذين آتاهم الله المال بلغه أنه قد قيل : إن فلانا سيدخل الجنة حبوا ، ولن يدخلها هرولةً ، فقال هذا الصحابي الجليل : واللهِ لأدخلنها خببا ، أي عدوا ، وماذا أفعل إذا كنت أنفق مائة في الصباح فيؤتيني الله ألفا في المساء . يا أيها الإخوة الأكارم ، قال تعالى :
[سورة المنافقون] العلماء قالوا : من معاني عدم الصبر عند العافية ، أن تركن إلى الدنيا ، أن تطمئن إليها ، أن تجعلها مصدر و مبلغ علمك ، أن تجعلها غاية أملك ، أن تجعلها مقرًّا و ليست ممرًّا ، أن تعقد عليها الآمال أن تظن أن المال شيء ثمين ، لكن الإنسان يكتشف بعد فوات الأوان أن المال شيء ، و لكنه ليس كل شيء ، المؤمن الصادق يعلم أن هذا الذي بين يديه عارية مستردَّة ، إن لله ما أعطى و له ما أخذ ، و اللهُ سبحانه و تعالى قد يستردّ هذه العارية في أيِّ وقت ، لذلك قيل : إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكَّل على الله ، لا على مالك ، و إذا أردت أن تكون أغنى الناس ، فكن بما في يدي الله أوثقُ منك بما في يديك ، و إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِّ الله ، معنى عدم الصبر على العافية أن تركن إلى الدنيا ، أن تطمئن إليها ، أن تجعلها غايةَ حياتك ، منتهى أملك ، أن تقيِّم الناسَ في ضوء قيمها ، مع أن الله سبحانه و تعالى لم يرض ، ولم يقبل أن يعتمد على القيم التي يتفاضل الناسُ بها في الدنيا ، إلا قيمة العلم ، فقال تعالى :
[سورة الزمر] نوع آخر من الصبر ، ونحن في أشدِّ الحاجة إليه ، أيها الإخوة المؤمنون ، من أنواع الصبر ألا تتطلَّع إلى ما عند الناس ، ألاّ توازن بينك و بين الآخرين ، ممن ارتقوا في سلم الدنيا ، الله سبحانه و تعالى يجيبك عن هذا السؤال ، هؤلاء الذين ارتقوا في سلم الدنيا ولكنهم ليسوا مؤمنين ، وليسوا مستقيمين وليسوا منضبطين ، لقد أداروا للدين ظهورهم و جعلوا القرآن وراءهم، هؤلاء ولو رأيتهم في أبهَى حلَّة ، وفي أجمل زينة لو رأيتهم فأعجبتك أجسامهم ، أو أعجبتك بيوتهم لا تركن إليهم ، يقول الله سبحانه وتعالى :
[سورة المؤمنون] هذا ليس إكراما ، إنما هو ابتلاء ، قال تعالى :
[سورة طه] و قال تعالى :
[سورة القصص] و قال تعالى :
[سورة القصص] هذه كلها آيات كريمة ، يجب أن تحملك على الصبر اللهم إجعلنا من الصابرين | |
|
@YACINE@ المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 1424 نقاط : 2147483647 التقيـــيـم : 22 تاريخ التسجيل : 16/04/2010 العمر : 30 الموقع : www.yacine94.yoo7 العمل/الترفيه : foot ball المزاج : fooor
| موضوع: رد: الصبر الجمعة يونيو 25, 2010 8:46 pm | |
| | |
|