أهـمـية الجاذبية في الكون
إن الإنسان لا يكاد يستطيع أن يتصور كيف كانت تكون الحياة على الأرض لو لم تكن هناك جاذبية بين الأرض وبين ما عليها ، فلولا الجاذبية ما كان للأجسام على الأرض وزن ، ولطارت هذه الأجسام عن الأرض بالحركة ثم لم تعد إليها من بعد . فلولا جذب الأرض الهواء الجوي مثلاً لفارقها لشدة حركة جزيئاته ، ولصارت الأرض في النهاية لا هواء فيها ولا جو لها ، و لانعدمت الحياة على سطح الأرض بانعدام الهواء كما انعدمت على سطح القمر . ( صورة 151 طاقة التقلص بالتجاذب : تطلق كتلة تخضع لقوة الجاذبية في جرم سماوي طاقة ملحوظة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها. وتتضح هذه الطاقة بتمدد الحجم أو تقلصه وبتغير درجة الحرارة . تبرد بالتمدد ، وتسخن بالتقلص. وهي حقائق تكشفها لنا أجهزة التحليل الطيفي بدقة ) . وجذب الأرض هو الذي ينزل الله عز وجل به المطر من السحاب وإلا لما عاد الماء إلى الأرض أبداً بعد أن يفارقها متبحراً بحرارة الشمس ، ولفارقها بخاراً مع الهواء ، ولجفت جميع المياه من على الأرض في النهاية فلا يكون عليها بحر ولا نهر ، ولانعدمت فيها الحياة بانعدام الماء . وكما سخر الله سبحانه وتعالى الجاذبية للإنسان في إجراء الأنهار إلى سطح البحر ، سخرها له أيضاً في كبح جماح البحر ومنعه أن يطغى بمائه الأجاج على النهر أو على اليابسة ، فهي دائماً تحبسه في مستقره الذي هو أقرب مواطنسطح الأرض إلى مركز الأرض ، فكلما همَّ البحربالهجوم بفعل المـد أو الريح أو حركة الأرض جذبته قدرة الله الباري جلت قدرته بلجام الجاذبية يبقى مقيداً بقيد الجاذبية فيه : "هو الذي مرج البحرين ، هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ، وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً" .
تحياتي